THE STATE POLICIES IN SUDAN CONTINUE TO UNDERMINE WOMEN AND MARGINALIZED COMMUNITIES

Art by: Hussein Mirghani

In March 2020, the Sudanese government implemented measures to respond to the COVID-19 pandemic, including a curfew from 6 pm to 6 am. Now the government has announced a 24-hour curfew, which will last three weeks, beginning on Saturday the 18th of April.
On the other hand, it is known that most of the Sudanese population earn their livelihood from working in the activities of the informal sector, including IDPs, IDPs and migrants from the countryside to urban capitals. According to World Bank reports, about 80% of Sudanese women and girls from conflict and non-developmental areas work in the informal sector. Most of the women work in invisible sectors such as domestic work, factory workers, or itinerant saleswomen who are profiting from licit sales of traditional alcohol.
The Sudanese Ministry of Finance recently announced a partnership between the government and the private sector. In this partnership, the government will be represented by the Ministry of Industry and Trade, the Ministry of Finance, the Ministry of Labor and the Federal Government Court, and the private sector will represent the Nile Bank and the Employers’ Union.
This partnership aims to achieve social justice by reducing the daily hardships of Sudanese citizens through the “my commodity program.” The assertion is that the government plans to rely on data records in the civil registry in Sudan to provide opportunities for destitute Sudanese to benefit from access to pre-existing sale centres to implement this new program.
The Sudan National data records were developed during the Bashir regime and were largely designed to alienate considerable sectors of the Sudanese population, particularly Sudanese people from conflict zones and women. During the ex-regime, in 2011 the current civil registry system was founded on a racially discriminatory basis as a result of South Sudan secession.
The Civil Registry and documentation was managed at that time by the Ministry of Interior Affairs to enable control through a police state system. Women were demanded to appear in front of the national records officers with male guardians or the ID of their male guardians. It is worth noting that 75% of the Sudanese population resides in the states, villages and outskirts of the city, the majority of whom are women and were not among the priorities of the current civil registry, so there is a large segment that is not covered.
SIHA documented dozens of testimonies for women who were unable to obtain the national number because they did not have identification documents or were unable to come to the satisfaction of the racist civil record perceptions based on tribal superiority.
Discrimination was not limited to women only, but also included most Sudanese people of mixed African descent and Sudanese people from border tribes. So far, Sudanese women in general, and women and men from conflict areas, face many difficulties obtaining their national numbers.
It is outrageous that the government that was brought by efforts and sacrifices of the poor and women in Sudan to continue ignoring the obstacles that prevent women and all vulnerable groups from accessing equal citizenship rights.
For months, the Sudanese transitional government has ignored invitations to invest in rebuilding local councils on transparent grounds, as an effective local government system is the only and safest way to access building reliable and detailed gender-specific databases and information.

Continuing to rely on the records system, which was designed during the Bashir system to produce discriminatory data, will only lead to more polarization and conflicts in Sudan.

SIHA Calls on Sudan Transitional Government to:

Immediately work to rebuild local government structures on the basis of gender equality and ensure the participation of women in grass-roots government bodies and local councils.

Prioritize investment in local governance in poor urban areas to ensure facilitated support and mechanisms for social and economic security networks.

Initiate an immediate data collection process to rebuild the Sudanese national records on the basis of equal citizenship rights.

Requiring government agencies and hospitals to provide mothers with all the documents related to their children, from birth certificate to passport, according to the amended Nationality Law.

The Sudanese transitional government needs to be serious and aware that there are no shortcuts to rebuilding Sudan. Adopting superficial policies, such as the proposed relief program in its current form, will cause more harm than good, and it will contribute to expanding and codifying tribal polarization and political tensions if implemented without radical changes and eliminating the legacy of institutional discrimination that the transitional government inherited from the defunct Brotherhood government.


سياسات الحكومة السودانية لا تزال مفارقة لتطلعات النساء والمهمشين في السودان

بيان حول برنامج “سلعتي”

منذ مارس ٢٠٢٠ ، أتت الحكومة الانتقالية السودانية بحزمة من التدابير استجابة لوباء كوفيد-١٩، بما في ذلك حظر التجوال من الساعة ٦ مساءً إلى ٦ صباحًا. وابتداءً من صباح يوم السبت ١٨ أبريل سوف تقوم الحكومة الانتقالية السودانية بفرض حظر شامل على حركة المواطنين تحوطا من الوباء الذي بدأ في الانتشار على نطاق مجتمعي، وسوف يستمر الحظر  لمدة ثلاثة أسابيع.

ومن ناحية أخرى فإنه من المعروف ان معظم سكان السودان يكتسبون رزقهم من العمل فى أنشطة القطاع الغير رسمي، بما في ذلك النازحين والنازحات والمهاجرين من الريف إلى العواصم الحضرية. ووفقا لتقارير البنك الدولي فإن حوالي ٨٠٪ من  النساء والفتيات السودانيات من مناطق النزاع والمناطق منعدمه الانشطة التنموية يعملن في القطاع الغير مهيكل. وتعمل معظم النساء في قطاعات غير مرئية مثل العمل  المنزلي، أو عاملات في المصانع، أو بائعات متجولات يترزقن من بيع المشروبات والمأكولات والخمور المصنوعة محلياً.

قامت وزارة المالية السودانية مؤخراً بالإعلان عن شراكة بين الحكومة والقطاع الخاص، في هذه الشراكة، سيتم تمثيل الحكومة من قبل كل من وزارة الصناعة والتجارة، وزارة المالية، وزارة العمل وديوان الحكم الاتحادي، وسيمثل القطاع الخاص بنك النيل واتحاد أصحاب العمل. و تهدف هذه الشراكة إلى الحد من المصاعب اليومية للمواطنين السودانيين في الحصول علي السلع الاساسية من خلال “برنامج سلعتي “.

ويكمن الجزم بأن الحكومة تخطط للاعتماد على سجلات البيانات الموجودة في السجل المدني في السودان لإتاحة الفرص للسودانيين المعدمين للاستفادة  من الوصول الي مراكز البيع المخفض الموجودة مسبقًا لتنفيذ هذا البرنامج الجديد.

إلا أنه يجب الإنتباه إلى أن هذه السجلات قد تم تطويرها خلال حقبة نظام البشير المخلوع، و هي بيانات مصممة إلى حد كبير بهدف إقصاء قطاعات كبيرة من المواطنين، وخاصة السودانيين بمناطق النزاع بما فيهم النساء. حيث تم بناء قاعدة بيانات السجل المدني  في عام ٢٠١١ على أعقاب استقلال دولة جنوب السودان. وقد تم تصميم منظومة  نظام السجل المدني على أساس التمييز العنصري والتمييز على أساس النوع. حيث كانت أحد أهداف السجل  تجريد ابناء الجنوبين من ناحية الأب أو الأم من أوراقهم الثبوتية، اضافة الى استهداف السودانيين من مناطق النزاعات والمناطق الهامشية بالاقصاء من الأوراق الثبوتية ووضع العراقيل أمامهم كإجبارهم لتغيير أسمائهم لأسماء عربية أو كأن يأتوا بشهادات عمد أو زعماء قبائل يدينون بالولاء للنظام البائد. كما كان يطُلب من النساء الحضور أمام موظفي السجلات الوطنية مع أولياء الأمور الذكور ويحرمن من استخراج الأوراق الثبوتية مباشرة لأنفسهن ولأطفالهن.

والجدير بالذكر أن ٧٥٪ من السكان السودانيين يقيمون في الولايات والقرى وأطراف المدن وغالبيتهم من النساء ولم يكونوا من أولويات السجل المدني  الحالي لذا هناك شريحة كبيرة غير مغطية.

وقد سجلت صيحة عشرات الشهادات لنساء لم يتمكن من الحصول علي الرقم الوطني نسبة لانهن ليس لديهن أوراق ثبوتية أو عجزن أن يأتين بما يرضي تصورات السجل المدني العنصرية والقائمة على الاستعلاء القبلي. ولم يقتصر التمييز على النساء فقط  بل شمل معظم السودانيين المنحدرين من أصول افريقية غير مختلطة والسودانيين المنحدرين من القبائل الحدودية. والي الآن تواجه النساء السودانيات بشكل عام والنساء والرجال من مناطق النزاع  العديد من الصعوبات في الحصول على أرقامهم الوطنية .

إنه  لمن المشين أن تعمل  الحكومة التي أتت  بجهود وتضحيات الفقراء والنساء في السودان على الاستمرار في تجاهل المعوقات التي تحول دون وصول المرأة وجميع المجموعات الضعيفة إلى حقوق المواطنة المتساوية. فقد تجاهلت الحكومة الانتقالية السودانية منذ شهور الدعوات الموجهة للاستثمار في إعادة بناء المجالس المحلية على أسس شفافة، حيث إن وجود نظام حكومي محلي فعال هو الطريقة الوحيدة والأسلم للوصول إلى بناء قواعد بيانات ومعلومات موثوقة ومفصلة وفق النوع الجنساني.  إن الاستمرار في الاعتماد على نظام السجلات الذي تم تصميمه خلال نظام البشير بغرض إنتاج بيانات تمييزية، لن يؤدي إلا إلى مزيد من الاستقطاب والصراعات في السودان.

تدعو شبكة صيحة وشركائها وشريكاتها  الحكومة الانتقالية في السودان إلى

      العمل على الفور على إعادة بناء هياكل الحكومة المحلية على أساس المساواة بين الجنسين وضمان مشاركة المرأة في الهيئات الحكومية القاعدية والمجالس  المحلية.

      إعطاء الأولوية للاستثمار في الحكم المحلي في المناطق الحضرية الفقيرة لضمان تسهيل الدعم وآليات شبكات الضمان الاجتماعي والاقتصادي.

      الشروع في عملية فورية لجمع البيانات لإعادة بناء السجلات الوطنية السودانية على أساس المساواة في حقوق المواطنة.

      إلزام الجهات الحكومية و المستشفيات بمنح الأمهات كافة المستندات الخاصة بأطفالهم من شهادة الميلاد وحتي جواز السفر وفقا لقانون الجنسية المعدل.

تحتاج الحكومة الانتقالية السودانية إلى التزام الجدية والوعي بعدم وجود طرق مختصرة لإعادة بناء السودان. وأن تبني سياسات سطحية، مثل برنامج الإغاثة المقترح بشكله الحالي، سوف يسبب الضرر أكثر مما قد ينفع، وسوف يسهم في توسيع وتقنين الاستقطابات القبلية والتوترات السياسية إذا تم تنفيذه دون تغييرات جذرية والقضاء على إرث التمييز المؤسسي الذي ورثته الحكومة الانتقالية من منظومة الحكم الإخواني البائدة.